صناعة التعهيد في مصر: مستقبل واعد في الاقتصاد الرقمي
في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة، تبرز صناعة التعهيد كأحد القطاعات الواعدة في مصر. فقد أشار رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن هذه الصناعة تمثل "مستقبل الاقتصاد في 2025"، مؤكدًا على أهميتها في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتعزيز مكانة مصر على الخريطة العالمية.
ما هي صناعة التعهيد؟
تعتمد صناعة التعهيد على نقل بعض الأنشطة أو الخدمات من داخل المؤسسة إلى جهة خارجية متخصصة، بهدف تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. يشمل هذا القطاع مجموعة واسعة من الخدمات، مثل خدمات تكنولوجيا المعلومات، وخدمات العمليات التجارية، والخدمات المعرفية، والبحث والتطوير الهندسي.
مصر في خريطة التعهيد العالمية
أصبحت مصر وجهة مفضلة للشركات العالمية في مجال التعهيد، بفضل موقعها الجغرافي المتميز وتوافر الكفاءات البشرية المؤهلة. وفقًا لإحصائيات رسمية، شهد قطاع خدمات التعهيد في مصر نموًا بنسبة 54.2% خلال العام المالي 2022/2023، حيث سجلت القيمة المضافة للقطاع نحو 3.7 مليار دولار مقارنة بـ 2.4 مليار دولار في العام السابق.
استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد
أطلقت الحكومة المصرية استراتيجية "مصر الرقمية لصناعة التعهيد" للفترة من 2022 إلى 2026، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى مضاعفة عدد المتخصصين العاملين في قطاع التعهيد، وزيادة صادرات مصر من الخدمات الرقمية، بالإضافة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع. بلغ عدد المتخصصين العاملين في هذا المجال 215 ألفًا في عام 2023، مع توقعات بوصول العدد إلى 400 ألف بحلول عام 2025. كما تسعى الحكومة لزيادة حجم صادرات الخدمات الرقمية إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2026.
الاستثمارات الأجنبية ودور الشركات العالمية
وقعت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات المصرية "إيتيدا" اتفاقيات مع 74 شركة عالمية ومحلية لتعيين 60 ألف متخصص منذ نوفمبر 2022. من بين هذه الشركات "كابجيميني"، التي تصدر خدمات رقمية بقيمة تتجاوز 100 مليون دولار من مصر. بالإضافة إلى ذلك، تستثمر أكثر من 20 شركة لأول مرة في السوق المصرية، مما يعكس جاذبية بيئة الاستثمار في هذا المجال.
التحديات والفرص المستقبلية
رغم النمو السريع لصناعة التعهيد في مصر، تواجه الصناعة تحديات مثل الحاجة إلى تطوير المهارات الرقمية، وتحسين البنية التحتية التكنولوجية، وضمان جودة الخدمات المقدمة. ومع ذلك، توفر هذه التحديات فرصًا لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار في التعليم والتدريب، وتطوير السياسات الداعمة لنمو هذا القطاع الحيوي.
خاتمة
تمثل صناعة التعهيد فرصة ذهبية لمصر لتعزيز اقتصادها الرقمي وخلق فرص عمل جديدة. من خلال الاستثمار في الكفاءات البشرية والبنية التحتية الرقمية، يمكن لمصر أن تصبح مركزًا عالميًا لصناعة التعهيد، مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
إرسال تعليق